الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين (من فيديو القسام)

"آن الأوان لتسليم المفاتيح وإخلاء الوزارات وأن تجلسوا في بيوتكم"، هي كلمات وجهها الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين، البالغ من العمر 24 عاما للحكومة الإسرائيلية، في فيديو بثته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مطالبا حكومة بنيامين نتنياهو بالعمل على الإفراج عنه.

وشن الأسير هجوما لاذعا ضد نتنياهو وحكومته قائلا: "يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم لأنكم أهملتمونا مع آلاف المواطنين الآخرين، وترككم إيانا 200 يوم"، خاتما كلامه بالحنين إلى والديه.

ولقي الفيديو الذي كانت مدته 3 دقائق تقريبا، تفاعلا كبيرا من رواد منصات التواصل الاجتماعي على المستويين العربي والعالمي، إذ تم تداوله وإعادة نشره على نطاق واسع، ووصف بعض الرواد الفيديو "بالأخطر" لإعلام كتائب القسام خلال 200 يوم من الحرب، متسائلين "كيف سيكون رد فعل الداخل الإسرائيلي؟".

بينما رأى بعض النشطاء أن المقطع المصور الذي نشرته القسام على منصتها بتليغرام، والذي يروي فيه الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين قصة أسره خلال معركة "طوفان الأقصى". كان هدف حماس منه أن تبعث رسالتين، إحداهما إلى المجتمع والجمهور الإسرائيلي الذي ينتفض الآن على قادته، والأخرى إلى الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل من أجل إبرام صفقة تبادل وإعادة الأسرى لعائلاتهم.

ومن الجانب الإسرائيلي تأثر بعض الرواد بفيديو هيرش غولدبيرغ بولين، موجهين دعمهم لعائلته ووالديه وجميع أفراد أسرته، وطالبوا باسترجاع جميع الأسرى "فلا يوجد أهم من إعادتهم وهم على قيد الحياة"، حسب قولهم.

وبعد انتشار فيديو الأسير الإسرائيلي، خرج الآلاف من الإسرائيليين في مظاهرات أمام منزل نتنياهو، مطالبين بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بعدها قاموا بأعمال شغب وتخريب تم خلالها إطلاق الألعاب النارية وإشعال النيران.

وفي السياق نفسه، حاصر أهالي الأسرى الإسرائيليين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالقدس المحتلة، ورفعوا لافتات تطالب بإبرام صفقة تبادل للأسرى.

وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت كتائب القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.